ولبستي عقد الياسمين
وشممته
ونظرتي لي بالنظرة الخجلي
كأنك تشكرين ولمسته
ورفعته نحوي بهمس تسألين
ما بعد عقد الياسمين
؟
وأخذت بين يديك عقد الياسمين
وتركته
فأرتاح فوق الصدر كالطفل المدلل
يستكين لأمه وضممته
ولثمته
وبعثتي لي بالقبلة النشوانة السكري
كأنك تسألين ما بعد عقد الياسمين
؟
وأتيت لي عند الغروب والشمس تزحف للهروب
وتمد ظلا كالدماء
فيسيل من كبد السماء
طعنته أيد بالدماء ملطخة
الخنجر المسموم يلمع خلف أشرعة من النور الحزين
وأتيت لي في ثوبك الوردي ملتهب الجبين
فلمحت في عينيك شيئا وأردت أن تتكلمي
لكن رأيتك تشهقين
بالدمعة الخرساء مزقها الأنين
والصدر مكشوف ترجرج فوقه
رمانتان أو وردتان
فسألت . . أين الياسمين
هل تذكرين ؟
فنظرت لي فتلعثمت كلماتك الحيري
وإذا بعقد الياسمين
ملقي علي أرض يعفره التراب
وتناثرت ورقاته البيضاء كالثلج المذاب
فوق الجبال عند السفوح
وتحت أقدام التلال والعطر منه لا يفوح
وكأنه سر بقلب لا يبوح
ونظرت للعقد الذبيح
ملقي على درب النهاية يستريح
صرعته أقدام الحياري والسكاري
في حوانيت الليالي المغلقة
والصدور المرهقه
ورأيت دمعتك الحزينة بللت ورقاته المتحرقة
ونظرتي لي في بسمة صفراء كالعقد الحزين
وتهمسين
قد مات عقد الياسمين